عادات خاطئة في تناول الطعام
تنتشر بين عامة الناس بعض العادات السلوكية الخاطئة في تناولهم الطعام، فيؤدي الإهمال المستمر لتناول وجبة الإفطار والعشاء إلى حدوث نقص غذائي مؤقت على أجسام الأطفال بشكل خاص يؤثر على إنجازهم الذهني والعضلي، ويغفل الكثيرون منهم الأهمية الغذائية لبعض أجزاء الخضراوات فيفضلون تناول سيقان الأوراق عن الأجزاء الورقية الخضراء منها، وتؤدي ممارسة عادات غذائية خاطئة إلى إعاقة امتصاص بعض العناصر الغذائية في الأمعاء كشرب الشاي مع الطعام أو بعده مباشرة أو تسبب حدوث مشكلات صحية في الجهاز الهضمي وسواه مثل سرعة بلع الطعام قبل تمام مضغه وتناول الطعام شديد السخونة وتناول الأغذية المصابة بالعفن وعدم غسل الخضراوات جيداً قبل تناولها وعادة مضع اللبان المحلى بالسكر، وشرب المياه الغازية مع وجبات الطعام.
إهمال تناول وجبتي الإفطار والعشاء
يتجاهل بعض الناس تناول وجبة الإفطار أو وجبة العشاء أو كلاهما في طعامهم اليومي، ويصبح تكرار إهمال الطفل تناول وجبة إفطاره من عاداته الغذائية في حياته المستقبلية، ودرس العلماء تأثيرات إهمال تناول وجبة الإفطار على القدرة الذهنية للإنسان وأدائه أنشطته البدنية ، فأكدت أهمية هذه الوجبة الغذائية في طعامه اليومي، ويؤدي تجاهلها إلى ظهور ردود فعل سلبية على أنشطته الفكرية والعضلية خاصة خلال الساعات المتأخرة من الصباح ـ عند الظهيرة ـ، وأظهرت نتائج إحدى الدراسات العلمية الشكوى من ضعف الكفاءة والفعالية في أجسام معظم الأشخاص الذين امتنعوا كلياً عن تناول طعام إفطارهم وعانوا بشكل أكبر من حدوث الرعشة في أصابع أيديهم، كما تزداد فرص تعرض الأشخاص الذين يهملون تناول وجبتي الإفطار والعشاء بشكل يومي لحدوث حالة عدم تحمل سكر الجلوكوز عند كبر حجم طعام الغذاء التي يحصلون عليها بعد شعورهم بجوع شديد عقب إهمالهم تناول وجبة الإفطار، وفي أحوال كثيرة تهيىء هذه الحالة المرضية حدوث الإصابة بمرض البول السكري، لكن لا تظهر أضرار إهمال وجبة الإفطار في النساء اللواتي يستيقظن في وقت متأخر من ساعات النهار، ويؤدي إهمال الشخص تناول عشائه إلى حرمان جسمه من الطعام فترة قد تمتد إلى 18 ساعـة.
شرب الشاي بعد الطعام
اعتاد الكثير من الناس على شرب الشاي بأحد نوعيه الأسود أو الأخضر مباشرة بعد تناولهم الطعام وخاصة بعد وجبة طعام ثقيلة كما في الحفلات والولائم لاعتقادهم بفائدته في المساعدة على هضم الطعام، ويشربه آخرون كجزء من عاداتهم الغذائية، ويحتوي مشروب الشاي على مركب التانين ذو التأثير الخلابي لبعض العناصر المعدنية كالحديد والزنك والفسفور الموجودة في الطعام نتيجة اتحاده معها وتكوينه مركبات معقدة يصعب تحللها، فيعيق امتصاصها في الأمعاء وبالتالي عدم استفادة الجسم منها، وتزداد نسبة التانين المستخلص من مشروب الشاي كلما طالت فترة غلي أوراقه، وبقائها في الماء الساخن، لذا ينصح بقصر فترة غمر أوراق الشاي في الماء الساخن لتقليل ما يستخلص من هذا المركب فيه، وشرب الشاي بعد مرور وقت كاف (حوالي ساعتين) من تناول وجبات الطعام.
سرعة بلع الطعام
يكتسب الشخص خلال مرحلة طفولته بعض العادات الغذائية التي تستمر باقي حياته مثل زيادة الرغبة في تناول الأغذية ذات المذاق الحلو أو الحمضي وطريقة مضع أسنانه للطعام وسرعة بلعه، وتفيد عملية تقطيع الأغذية وطحنها بالأسنان داخل الفم في زيادة فعالية عملية هضمها في المعدة والأمعاء وتحلل مكوناتها، وبالتالي استفادة الجسم بشكل أفضل منها، وتؤدي سرعة بلع الطعام إلى قلة استفادة الجسم من مكوناته الغذائية لصغر المساحة التي يتعرض منها للعصارة الهضمية ويبقى جزء أكبر منها مع فضلات الطعام وهي تتحلل بواسطة الأحياء الدقيقة الموجودة في القولون فتنطلق الغازات نتيجة نشاطها ويؤدي تجمعها إلى الشكوى من النفخة في البطن وما قد يصاحبها من مغص معوي وحالة انزعاج.
تناول الطعام شديد السخونة
اعتاد بعض الناس على تناول الطعام والشراب وهما في حالة سخونة شديدة فيؤدي ذلك إلى حدوث تهيج في أنسجة سقف الحلق وأحياناً التهاب في المريء، ويعتقد بعض الأطباء أن زيادة طول وتكرار حدوث حالات التهيج والالتهابات في الأنسجة الرهيفة المبطنة لجدار المريء قد يهيأ حدوث تطفر في خلايا الأنسجة فيه وتكوين ورم خبيث
عدم غسل الخضراوات جيداً قبل تناولها
تتلوث الخضراوات المزروعة وخاصة الأنواع الورقية منها كالخس والجرجير والبقدونس بالجراثيم المرضية نتيجة استخدام مياه الصرف الصحي سواءً المعاملة وغير المعاملة منها في عمليات ريها، كما هو شائع في بعض المناطق الزراعية في العالم، كما يستعمل البعض مخلفات الحيوانات في تسميدها، وتنتشر العدوى بالجراثيم المرضية كضمات الكوليرا والدوسنتاريا والطفيليات المعوية عن طريق الخضراوات الملوثة بها وهي تشمل بيض الديدان الأسطوانية، والديدان الخيطية، والبروتوزوا (الحيوانات الأولية) أو الأميبا، كما قد تتلوث الخضراوات بالدودة الكبدية بنوعيها ومن روث الأغنام وتسبب حدوث داء الفاشيولا في الإنسان، كما تتلوث الخضراوات بالجراثيم المرضية الموجودة طبيعياً في التربة والماء، ثم تتكاثر في الأمعاء وتصبح جزءاً من الأحياء الدقيقة المستوطنة في القولون، لكن يؤدي دخول أعداد كبيرة منها إلى الأمعاء أو عند ضعف الجهاز المناعي في الجسم أو في حالة المرض الشديد إلى حدوث مشكلات صحية لأنها تهاجم الأنسجة وتسبب حدوث اضطرابات صحية في جسم الإنسان، وينصح بغمر الخضراوات وخاصة الورقية منها وقتاً كافياً في محلول برمنجنات البوتاسيوم ذو التأثير المطهر قبل استخدامها في تحضير طبق السلطة خاصة عند اكتشاف حدوث حالات تلوث غذائي بين مستهلكيها، كما قد تتلوث ثمار الفواكه والخضراوات ملوثة بالمبيدات الزراعية المستخدمة خلال مراحل نمو نباتاتها لوقايتها من الآفات الزراعية. وتكون خطراً على صحة الإنسان.
الامتناع عن شرب الماء أثناء الطعام
يمتنع بعض العامة من الناس عن شرب الماء دون سواه من السوائل مثل الشوربات بأنواعها وعصائر الفواكه أثناء تناولهم الطعام اعتقاداً بأنه يخفف العصارة الهضمية داخل المعدة فيسوء هضم الطعام فيها، وبلاشك لا يستند هذا الاعتقاد الخاطىء على أسس علمية صحيحة، لأنه لا يؤدي شرب الشخص أحجام عادية من الماء والسوائل الأخرى كالشوربات وعصائر الفواكه والخضراوات أثناء طعامه إلى حدوث أي مشكلات صحية له لارتفاع درجة حموضة العصارة المعدية المحتوية على حمض الهيدروكلوريك وهو حمض معدني شديد القوة ولا يتأثر تركيزه في المعدة بشرب الشخص أحجام عادية من الماء والسوائل أثناء طعامه.