بسم الله الرحماان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
كنت قد نسيت أو تناسيت فذكروني ،وقلبوا عني المواجع فأبكوني ،وقلبي الآن حزين فمن يواسيني
وكان ذلك حينما سألوني ، واستنكروا علي جوابي
فحيروني، وها أنا أحكي لكم . يا أخواتي وإخواني ،فتدبروا معي وشاركوني ،وانظروا
ماهو الحل وجاوبوني...
سألوني من أنت ؟ أجبت أنا عربي أنا مسلم. وسألوني ثانية من أي أمة أنت ؟
أجبت بكل فخر واعتزاز أنا من خير أمة أخرجت للناس
أنا من أمة الرسول محمد صل الله عيه وسلم..
فأنكروا علي جوابي ..
أأنت متأكد أنك من خير أمة أخرجت للناس؟؟!
فلما سمعت انتابني الذهول
ولم أعرف ماذا أقول ،وسرحت بعيدا وأصبح
بالي مشغول ،وكلمت نفسي طويلا وأنا أجول...
فخرجت أمشي في الطرقات وعقلي كالمجنون ،كي أعرف ما الذي جرى للأمة
وجعلني أخرج كالحيران..!!
فبدأت بشارع كبير، وما إن خطوت خطوات حتى ظهر ذلك المبنى الكبير
والذي زين ذلك الشارع بشكل بناءه الغريب ومن نوعه الفريد،
وحتى وإن لم تره من الجانب الآخر فإنك تشم رائحته من بعيد.
أتعرف ماذا يصنع في هذا المصنع ؟
إنه مصنع للخمور، كي تذهب لشباب أمتنا العقول...( يعود بناؤه إلى عهد الاستعمار الفرنسي ) ولكن !!!
بقي على حاله يشتغل إلى الآن من أجل صنع الخمر وتصديره
إلى الخارج...
احزن يا قلبي ، وابكي يا عيني، فهذا أول مشهد أراه في خير أمة أخرجت للناس..
وأكملت المسير بخطى متثاقلة،لعلني أجد ما يجعلني متفائل
فتحولت إلى الشارع الرئيسي ذو البنايات العالية ،وحين تمشي فيه تحس كانك في بلاد أوروبية ،وليس في البلاد العربية.!!
فهذه البنايات سمت وعلت، وهي تخبرك أن القيامة قد حانت...
وهذه المقاهي تزينت ،وخارجها الكراسي اصطفت، ومن الجالسين امتلأت ،
وكأن لا مأوى لهم ولا بيت...
وهذه الكاسيات العاريات، والفتيان يلاحقوهن
بالنظرات والغمزات، لأن معظم الشبان والشابات ،لا شغل لهم إلا التسكع في الطرقات...
وهذه قاعة سينما بالمتفرجين امتلأت ، من أجل قضاء سويعات في ظلمة من الظلمات..
هذا محل أشرطة الأغاني، كلماته بلا معاني ،يخجل منها ذو القلب المملوء بالإيمان...
وهذه الأسواق والمحلات ، كثرت فيها الملذات، وكل ما تشتهيه النفس وحتى من اللاضروريات...
وهذه البنوك الربوية ، وهذه الملاهي الليلية ، وهذه الملاعب الترفيهية ،وهذه
المننتزهات الصيفية ، وهذه الشواطئ البحرية ، فيها كل عار وعارية،
وهذه السهرات الغنائية ، وهذه الفضائيات ال...
ووو...
وحتى انتابني الشك وقلت
هل أنا فعلا في البلاد الإسلامية ؟!!
:
:
:
:
فلم أتمالك نفسي ،فأجهشت بالبكاء ، وتضرعت إلى الله بالدعاء..وصرخت
بأعلى صوتي في الأجواء...
وناديت أين أنت يا عمر...
وهل سمعت ما الخبر...
في أمة حبيبك يصنع الخمر...
في أمة حبيبك كثر المنكر...
في أمة حبيبك الخير فيها شر....
في أمة حبيبك الشر فيها خير...
والقدس أسير لم يعد حر...
يا إخوتي أين المفر...
ليتني أفر إلى كهف من كهوف الجبال ، وأفعل كما فعل أصحاب الكهف،
ولكنهم كانوا رضوان الله عليهم في زمن الكفر، ففروا إلى الله ليعبدوه
في الكهف ، ونحن مما سنفر؟!
نفر من خير أمة أخرجت للناس ؟؟!!!
آه ثم آه ولا تكفي آه وإنها آهاااااااااات
ياخير أمة أخرجت للناس كيف كنت ، يا خير أمة أخرجت للناس كيف أصبحت
فأين الذي سيأتي ويعيدك كما كنت،فهيا يا إخواني أنا وأنتَ وأنتِ ، وكل داع
إلى الله وداعية، وكل شيخ وعالم في الأمة، لنرفع راية الإسلام في جميع أنحاء
البلاد العربية ،ونسترجع الاسم الحقيقي للأمة الإسلامية...
وهي خير أمة أخرجت للناس
حيث يقول الله تعالى :
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )